هناك في أقصى الشمال إلى أدناه ثورة ثلجية واضطرابات جويه وتدني الصفر إلى أدنى مستوياته  فعرعر تلك المدينة الصحراوية  تساقطت فيها الثلوج واصبحت الكثيان الرملية قطع ثلجية ناصعة البياض ، وانهمرت العواصف الثلجية في مدن الرعي الجافة في تبوك وطريف والجوف حتى الوصول إلى حائل تلك المنطقة الجبلية القاسية  ، تشعر لوهلة وأنت تشاهد مقاطع الفيديو التي صورت على تلك الأراضي الثلجيه وكأنك في أحد منتجعات سويسرا الثلجية تمارس هواية التزلج أو بريف انجلترا وفرنسا الشتوي  أو بأحد شوارع روسيا الثلجية تتنزه في شوارع الكرملين او بين حواري موسكو المتجمدة .
بدون مبالغة هذه هي أجواء الشمال الرائعة  ، بل أنها فاقت بالبرودة والتجمد والمتعة  أجواء أوروبا .
أنت أيها السعودي تعيش أجواء فريدة لايعيشها سوى السعوديون هذه الأيام  ففي الشمال ثلوج بيضاء وفي الشرق ربيع أخضر وأجواء لطيفة تكتسي الأرض  وفي الغرب أجواء معتدلة ورطبة نوعا ما  ، لقد تجمعت الفصول الأربعة في أرض واحدة  وداخل حدود واحدة فأي نعمة نعيشها .
السعودية هي أكبر منتجع في العالم ولابد من استغلال الطبيعة فيها لإحياء السياحة ، نحن لانحتاج إلى بذل  وخسارة المليارات لصناعة قرى ثلجية كما كنا بالسابق ، بل لابد من تأهيل القرى والمدن الشمالية لتكون مستقبلا هي مناطق الثلوج والكثبان المتجمدة كما في أوروبا وأجزاء بسيطة من أسيا . وبذلك يصبح الشمال الجميل أكبر منتجع ثلجي في العالم وقبلة السواح والزائرين .
‎فالمملكة  سبحان خالقها ومصورها فهي قارة كبيرة جداً  وشاسعة المساحات والفيافي ، هناك صحراءالربع الخالي الحارة والجافة وشمالها النفود ، و في أقصى شمالها بادية الشام الي تكسيها الثلوج القادمة من بلاد الشام وفي الجنوب مناخ مداري يسمح بوجود غابات مطيرة في جازان و فيفا وفي اقصى الغرب سهل تهامة سهل ضيق خلاب يجمع بين علو الجبل وانخفاض ساحل البحر الضيق وفي الوسط هضبة نجد و في الغرب سهل واسع للخليج العربي لطغيان مناخ الصحراء في البلد كما في كل بلداننا العربية (عدا لبنان ) لايعني  هذا ان المملكة كلها قاحلة  ، وحارة ، وجافة ، فالمملكة هباها الله بمناطق متنوعة اكثر من اي بلد عربي
لذلك فلنستغل نِعم الله تعالى التي حبانا بها ، ونعمل لنجعل من الشمال الأرض التي يبحث عنها المصطافون في الصيف والشتاء ،ومركزا للسياحة والمتعة بدل من السفر للبحث عن المتعة في تلك الأراضي المجهولة والبعيدة .
لابد من الاهتمام اكثر بالشمال الخلاب بطبيعته ولا نحتاج من أجل ذلك أن نبذل ونهدر المليارات  ، بل قليل من الإهتمام بالطبيعة والمكان  ، ويحق لنا بالفعل نحن الشماليون  أن ( نميل بعقالنا ) وأن نقول بفخر ( شمالنا أكبر منتجع ثلجي في العالم )