عبدالمجيد الذياب ( صحيفة عين حائل الإخبارية )
للماضي عبق خاص يتسرب للوجدان فينعشه ليكتسي أثواب السعادة .. وللماضي الجميل أيضا طقوسه وتعاليمه التي يتناقلها الأباء فيعلمونها للأبناء فيتجدد معها العهد على الحب والترابط والتمسك بأصالة الموروث والعادات الجميلة بكل تفاصيلها بحنين لا ينتهي … وسحر لا يقاوم …
في محافظة الشملي وتحديدا في الحفيرة … خروج عن المألوف وكأنك تخترق الزمن لتسكن الماضي البعيد .. كأنك تجالس أبطال الصحراء وتسمع صهيل الخيل وصليل السيوف .. مشهد لا يتكرر إلا في أحلام من عاش مئات من السنين ،، وأزمان سحيقة
بين الثغور وجبال شامخة منذ الأزل …وبنظرة ثاقبة إلى منظر يكاد يندثر الآن .. ويختفي عن الأنظار .. وقفنا طويلا أمام مخيم ( المفلح ) من قبيلة عنزة وفخذ الغضاورة الشامخ والعزيز …حيث امتزجت رائحة الأصالة وروح الترابط وعهود الود ومواثيق الترابط .. وفي الإستقبال وقف رجال المواقف والصعوبات من عائلة ( المفلح ) يرحبون بالقادمين والزائرين من كل مكان ممن ينشدون الراحة ويبحثون عن الماضي بعفويته وشفافيته ويشعرون بحنين الترابط ، وبكرم الضيافة الوائلي كان الجميع مضيفين يرحبون بالضيوف وفي مقدمتهم
الأخ / نايف فريح الغضوري
وسعود دحيم الغضوري و سعد سميحان الغضوري وعياد عياضه الغضوري وباقي أبناء العائلة الكريمة حيث تبلورت وانبثقت فكرة هذا المخيم الوائلي منهما ورغم كل ماقيل في بداية تواجد وانطلاقة هذا المخيم منذ أكثر من عشر سنوات عن نهايته المحتومة بالفشل الذريع إلا أنه بفضل عائلة ( المفلح ) وبخاصة أبناء العمومة نايف فريح و سعود دحيم الغضوري .. إستمر عطاء المخيم وتوسع عن الأحواش والمخيمات الصغيرة إلى تاريخ حافل بالماضي بمخيم ضخم بضخامة أهدافه السامية ، يستضيف الجميع ويحمل إسم عائلة ( المفلح ) كعنوان له .. لكنه في حقيقة أمره لكل من قصده من باقي العائلات والقبائل .. وكلمة هلا تردفها كلمة مرحبا وحياكم الله ونورتونا هي أول ما يواجهك ، يليه الإستقبال بالبن والزعفران النادر والعربق والقهوة العربية ونار حطب السمر المتلظى احتفالا بمقدم الضيوف وروائح العود والبخور الشرقي وأحضان الحب الأخوي وصواني الكرم الوائلي الأصيل وحكايات نسجت من الماضي بطولاته ورحلاته السندبادية وليالي الف ليلة وليلة ومعارك وملاحم الزير سالم وأبو زيد الهلالي ..
وحوارات متنوعة حول مجريات أمواج الحياة المتلاطمة .
وصرح أ/ عبدالعزيز نايف الغضوري أن
أ / نايف فريح الغضوري
و أ/ عبدالله دحيم الغضوري
لهما الفضل الأول بعد الله تعالى بالوقوف على ترتيبات المخيم وتنظيم برنامجه وكانت برامجه حافلة بعيد الأضحى المبارك من إقامة للموروث الشعبي الأصيل وإقامة موائد الأضاحي ومسامرة زائري المساء واجتماع أعداد ضخمة تعارف أغلبها تحت أطناب ومضارب مخيم ( المفلح )
وقال لنا أ/ نايف فريح الغضوري :- ” إن الهدف عميق في باطنه وثري في ظاهره ورسالة سلام نبعثها للجميع دون تخصيص لعائلة أو قبيلة .. نجتمع بود ونتفرق بسلام ونسأل عمن غاب ونتفقد أحوال بعضنا البعض … وهذه هي ملذة الدنيا وقيمة الحياة … سنستمر إن شاء الله ومخيمنا هو محطة إلتقاء الجميع وكل من يحمل الطمأنينة والأمن معه … وحياكم الله جميعا …”
وأردف أ/ عبدالله دحيم الغضوري :- ” لكل من بسأل ما الهدف من المخيم ولماذا هو مستمر في عطائه منذ عشر سنوات والى الآن فيكفي أن يكون الهدف الأسمى والحقيقي هو:-
١- تلاحم وتراحم أبناء العمومة
٢- زرع الألفة والمحبة وصلة الرحم بين ابناء القبيلة
٣/ تعارف وتقارب أبناء العائلة والقبيلة وتفقد أحوالهم .
فكرة بسيطة في تركيبها ومتعثرة في بدايتها ولكن التصميم والعزيمة على تحقيق الهدف السامي منها جعلها تتألق عام بعد عام وجيل بعد جيل وكأنها وصية من الآباء تلقاها الأبناء …
لله درهم( آل المفلح ) ما أجمل لقياهم ، وما أسمى إجتماعهم ، وما أروع لحظاتهم ، وما أرحب صدورهم واتساع أفق أرواحهم .
ويكفي أن يقوم على هذا المخيم المحلي إن لم يكن إقليمي الآن بسبب شهرته واللقاء تحت مظلته … أبناء العمومة من عائلة المفلح من الغضاورة والذين توافدوا من جميع أنحاء ومناطق المملكة
من حائل وتبوك والرياض والدمام وحفر الباطن وغيرها من المدن الأخرى فقط لمشاركة الجميع مخيمهم والحوار معهم والإستمتاع بروح واحدة تجمعهم ومشاعر واحدة تتآلف وتمتزج مع الجميع …
*****************
إضاءة
******
الكرم الحقيقي أن تجود بنفسك وروحك النقية وتبذل الجميل ، وتزرع الوفاء قدر استطاعتك لأجل الأخرين و ( المفلح ) من الغضاورة ، ضربوا مثالا رائع لمعنى الكرم الحقيقي ومثالا أرقى ما يكون للإحتذاء به واللجوء الى مخيمهم فرارا من صخب الحياة وسرعة مجرياتها وتناحر أفرادها … حفظهم الله وكل من سار على نهجهم .
11 pings
Skip to comment form ↓