في هذا اليوم المجيد، الذي نحتفي فيه بذكرى توحيد هذا الكيان العظيم، المملكة العربية السعودية، نستحضر أمجاد الوطن، ونتوقف باعتزاز عند محطات مضيئة من تاريخه، ومنها محافظة سميراء، التي سطّرت عبر العصور صفحات من الحضور الحضاري والتاريخي العريق.
فمحافظة سميراء، الواقعة في قلب الجزيرة العربية، تُعدُّ من البلدان التي تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ، منذ العصر الجاهلي، مرورًا بصدر الإسلام، إلى أن أصبحت محطة بارزة على طريق الحجاج الشهير “درب زبيدة”، الذي كان شريانًا حيويًا يربط بين الحجاز والعراق.
لقد كانت سميراء موضع اهتمام كثير من الرحّالة المسلمين، أمثال: ابن رُستة، والمقدسي، وابن جُبير، وابن بطوطة، كما تناولها عدد من المستشرقين الأوروبيين في كتاباتهم، من بينهم: جورج أوغست فالين، وتشارلز داوتي، وأوبنهايم، وتشارلز هوبر، الذين أبدوا إعجابهم بما حوته من معالم وآثار، وما تميزت به من موقع استراتيجي.
مرّت نجد في حقبٍ سابقة بسنوات من الفرقة والاضطراب، غابت فيها مظاهر الأمن والاستقرار، وتوقف معها العمران. ومع قيام الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – بدأ عهد جديد من الوحدة والأمن وتطبيق الشريعة، فتحققت الطمأنينة، وازدهرت الحياة، حتى أصبح الأمن الذي وفّرته الدولة السعودية محل دهشة وإعجاب لدى كثير من المؤرخين الغربيين.
ومن شواهد هذا التحوّل العظيم، بناء مسجد الجلعود التاريخي في سميراء، الذي تأسس عام 1175هـ في عهد الإمام محمد بن سعود، ليكون شاهدًا على بداية مرحلة البناء والعمران بعد تحقق الأمن والاستقرار.
وفي يوم الوطن، ونحن نستعرض هذه المحطات، نفخر أن تكون سميراء جزءًا من هذا المجد، بما تحمله من إرث تاريخي، وما تُبشّر به من مستقبل زاهر، في ظل رؤية المملكة 2030، التي تُعيد لمثل هذه المواقع التاريخية مكانتها ودورها التنموي والثقافي.
حفظ الله وطننا الغالي، وقيادتنا الرشيدة، وجنودنا البواسل، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان.
بقلم الاستاذ /
سعود بن رشود الجلعود العنزي




