[COLOR=red]كتب : أ.د عبدالله محمد الفوزان " صحيفة عين حائل الإخبارية " خـاص[/COLOR]
لا شك أن افتتاح الجامعات الجديدة في مناطق ومحافظات المملكة المختلفة جاء كردة فعل على تنامي الطلب على التعليم الجامعي وتزايد أعداد خريجي وخريجات المرحلة الثانوية في كافة مناطق المملكة، كما ساهم افتتاح هذه الجامعات في الحد من هجرة الطلاب والطالبات الراغبين والراغبات في التعليم الجامعي إلى المدن الكبرى المكتظة أصلا بالبشر ولا تحتاج إلى مزيد من المهاجرين.
جامعة حائل واحدة من الجامعات الناشئة وتحتضن اليوم ما يقرب من 40 ألف طالب وطالبة في مختلف كليات الجامعة وأقسامها الأكاديمية … فماذا عن مصير هؤلاء بعد التخرج؟ هل هناك في منطقة حائل سوق في القطاعين الحكومي والخاص يمكنه أن يحتضن كل أو أغلب هذه الأعداد من الطلاب والطالبات بعد تخرجهم؟ وهل الواقع الراهن لسوق العمل في المنطقة يستطيع استيعاب هؤلاء الخريجين والخريجات؟ وهل سيكون مصير هؤلاء مجرد شهادات يعلقونها على جدران غرف نومهم؟ وهل ستصبح جامعة حائل مفرخة للعاطلين والعاطلات من حملة شهادة البكالوريوس؟ .
معلوم أن الجامعة مؤسسة تعليمية وليس من اختصاصها توظيف الخريجين والخريجات، فهذه مسؤولية قطاعات أخرى حكومية وخاصة، وإن كان ينبغي على الجامعة التواصل مع جهات التوظيف وتخصيص أسبوع للمهنة يستقطب المؤسسات في القطاعين العام والخاص من أجل فتح نوافذ مشرعة أمام طلابها وطالباتها للحصول على فرص عمل وحسب احتياجات السوق الفعلية.
هل هناك خطة لدى مسؤولي المنطقة لاستيعاب هذه الحشود المتوقعة من الخريجين والخريجات؟ ألا يستدعي ذلك استباق الأحداث بخلق المزيد من فرص العمل عبر تشجيع الاستثمار في المنطقة ودعوة رجال الأعمال وتقديم التسهيلات الممكنة لهم لتحفيزهم على الاستثمار في منطقة حائل باعتباره السبيل الأمثل لخلق فرص العمل للخريجين والخريجات؟ فالبطالة لا تأتي بخير، والمنطقة مهددة خلال السنوات الأربع القادمة بأعداد هائلة من العاطلين والعاطلات من خريجي الجامعة؟ وأيضا ألا يمكن التفكير بمشروعات صغيرة يتبناها بعض الخريجين والخريجات بتمويل من مؤسسات الإقراض المختلفة كالبنوك وصندوق الموارد البشرية وصندوق المئوية وبنك التسليف وغيرها؟.
الوضع الراهن لسوق العمل في المنطقة سواء في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص غير مؤهل لاستيعاب هذه الحشود الهائلة من الخريجين والخريجات، وسينجم عن ذلك تكدس العاطلين والعاطلات عن العمل لتجد المنطقة نفسها أمام أزمة جديدة تهدد أمنها واستقرارها ألا وهي أزمة البطالة بين حملة الشهادة الجامعية من الجنسين.
إن التفكير بمستقبل خريجي وخريجات جامعة حائل وكيفية استيعابهم في سوق العمل بشقيه الحكومي والخاص يجب أن يكون الشغل الشاغل لمسئولي المنطقة من الآن ولا يحتمل التأجيل. فإذا كانت الدراسات التي أجريت فبل سنوات من الآن على البطالة في المملكة تشير إلى أن منطقة حائل تأتي في المرتبة الأولى من بين مناطق المملكة في نسبة العاطلين والعاطلات عن العمل فكيف سيكون عليه الحال بعد افتتاح الجامعة وتزايد أعداد الخريجين والخريجات من حملة شهادة البكالوريوس؟ ألا يشكل هؤلاء قنبلة موقوته إن لم يبادر المسئولون في المنطقة إلى وضع خطة يتم بموجبها خلق فرص عمل تستوعب خريجي وخريجات الجامعة؟ وإذا كانت الدولة ترى في القطاع الخاص بديلا لها في استيعاب خريجي وخريجات الجامعة فإن الوضع يستدعي – وبصورة ملحة – تشجيع الاستثمار في المنطقة وعمل المشروعات والبرامج الكفيلة باستيعاب هؤلاء الخريجين والخريجات … اللهم ها قد بلغت … اللهم فاشهد.
[COLOR=blue]أ.د عبدالله محمد الفوزان
أستاذ علم الاجتماع بجامعة حائل[/COLOR]