[COLOR=red]" صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]
عزا مدير ثانوية الخرج ناصر القحطاني تدني هيبة المعلم إلى أسباب عدة، منها ما يعود على المعلم نفسه وعلى الطالب وولي أمره، وأخرى تتعلق بأنظمة ولوائح الوزارة.
يقول: «أصبح التعليم مهنة من لا مهنة له، إذ يلتحق فيه بعض من أولئك المعلمين الذين يفتقرون إلى أخلاقيات المهنة، ولا يؤدون عملهم بشكل جاد ومنظم، وليس لديهم خطة يسيرون عليها، ولا يمتلكون المهارات الكافية لقيادة عملهم بالشكل اللائق، ما عكس ذلك على أدائهم وأسهم في تدني هيبة الطلاب لهم».
وأشار إلى أن «عدم اكتراث معلمين بالالتزام في تطبيق عدد من البرامج التربوية التي أدرجتها الوزارة على الوجه المفترض، يجعلها غير فعالة مهما بذلت الأخيرة من جهد».
وفيما يتعلق بالطالب وولي الأمر، أوضح القحطاني -وفقاً لصحيفة الحياة- أن المادة السابعة التي وضعتها الوزارة تتيح للتلميذ تجاوز مواد رسب فيها والانتقال إلى مرحلة دراسية أخرى، جعلته يرى أن من حقه أن ينجح، فلم يعد المعلم يملك أن يقف حجر عثرة في طريقه، كما أن إدراكه لحقوقه التي منحتها الوزارة له جعلته يحتج على تعنيف المعلم له، بل تجاوز الأمر إلى سعيه لإيذاء المعلم من خلال أسرته.
وتابع: «في الوقت ذاته، تجد ولي أمر الطالب يقف ضد المعلم بعد أن كان معه في عقود سابقة، من خلال تحريضه لابنه بألا يسمح للمعلم بتعنيفه أو ضربه». وزاد: «للأسف، أصبحت مدارسنا تعلم ولا تربي».
وانتقد القحطاني قسم القضايا التربوية الذي تعج به إدارات التعليم، وصفاً إياه بأنه «بلا جدوى»، مضيفاً أنه «على رغم توافر قسم خاص للقضايا التربوية، إلا أنه غير فعال، بل يصب جلّ تركيزه على القضايا التي تكون ضد المعلم، ولا يكترث بما يتعرض له من اعتداء، كما أنه يفتقر إلى إحصاءات دقيقة تتضمن جملة المشكلات وحالات الاعتداء التي وقعت في الميدان».
وطالب باستحداث «مركز متخصص لدراسة مجمل المشكلات التي تقع في قلب الميدان التربوي، تعقد على أساسه اجتماعات موسعة على مستوى الإدارات، ثم تناقش مع وزارة الداخلية ويتم البحث عن حلول في شأنها».
كما دعا الوزارة إلى الاستفادة من دراسات ورسائل الباحثين التربويين التي تخدم هذا الجانب، وضمت خلاصة أبحاثهم عدداً من النتائج والتوصيات التي بلا شك سيسهم تطبيقها في الميدان بتقليص نسبة الاعتداءات والتجاوزات والكثير من المشكلات، فضلاً عن الاحتفاظ بنسخ منها على استحياء من دون تفعيل فحواها على حد قوله، مؤكداً أن عدم الاكتراث بإيجاد حلول لهذه المشكلات «سيؤدي إلى صعوبة حلها مستقبلاً وتفاقمها».
من جهته، اعتبر مدير مدارس الجامعة الأهلية صالح الحبابي أن المعلم والطالب لم يعودا كما كان نظراؤهم في السابق «الكل تغير، بل إن ثقافة المجتمع إزاء المعلم اختلفت، فبعد أن كان ينظر إليه باحترام وتبجيل بات الحال الآن على العكس»، مشيراً إلى أن المدرسة «لم تعد المصدر الرئيس للتربية، بل أصبح الطالب يسرح في مجتمعه الافتراضي بعيداً عن كل ما له علاقة بالمدرسة».
وفيما يتعلق بالوزارة والأنظمة واللوائح التي أسهمت في تدني هيبة المعلم، أوضح الحبابي أنه في حال اعترفت الوزارة بوجود مشكلة في هذا الصدد، حتماً ستبحث عن حلول وعلاج لها، في حين سيتضاعف الأمر سوءاً إذا لم تقرّ بذلك.
وأشار إلى أنه يتذكر عندما كانت الصحف تنشر في السابق «لم ينجح أحد» في الصف الثالث ثانوي، أما الآن فانعكست الحال وباتت العبارة «لم يرسب أحد» السمة الغالبة على المدارس في السعودية، ما أثر سلباً في هيبة المعلم والعلم معاً، مؤكداً أنه لم يعد الأمر قاصراً على ذلك، «فلائحة الاختبارات التي تسمح للطالب الراسب تجاوز المواد التي أخفق فيها ضاعفت المشكلة».
ولضعف جدواها، لا يطبق مديرو مدارس لائحة السلوك والمواظبة بالشكل المطلوب بحسب قول الحبابي الذي يؤكد أن تفعيل بعض إجراءاتها من شأنه حل جزء من المشكلة.
ويرى أن حرمان الطالب المتمرد من الدراسة أو فصله، يسهم في ارتكابه مخالفات وتسببه في مشكلات أكبر، ما يستدعي تفعيل الوزارة ضوابط وأنظمة مناسبة يقوم عليها مختصون، من شأنها حفظ حقوق المعلم والطالب معاً، وردع المخالف».
وحاولت «الحياة» التواصل مع مسؤول إدارة الإعلام في وزارة التربية والتعليم، وأرسلت له خطاباًَ يحوي استفساراتها، إلا أنها لم تتسلم رداً حتى هذه اللحظة.