الزيارة الخاطفة لوفد الصحة برأسه الحواسي لحائل أمس الأربعاء 5_1_1436هـــ والتي لم تتجاوز السويعات كأنها تؤدي واجب العزاء أو واجب التهنئة وهي لا تختلف تماما عن زيارة الوفد الأمريكي عندما يلتهب الوضع في فلسطين من اجل التهدئة ومعرفة الأسباب وهم يعلمون أن الوفد هو جزء من المشكلة بل أمريكا هي المشكلة بذاتها..
وفد الصحة لحائل هو مدعاة للضحك والسخرية هذه الوفد هو جزء من مشكلاتنا الصحية بل الوزارة هي المشكلة بعينها بل نعتبرها هي العدو الحقيقي لنا وهذا ماذكرناه في كتابنا المرفوع لوالدنا خادم الحرمين الشريفين يوم الاثنين 10 ذي الحجة عام 1434( طالبنا بتشكيل لجنة محايدة بعيدة عن وزارة الصحة التي يراها الاهالي سببا في تردي الوضع الصحي لمقابلة الأهالي والإطلاع على الواقع ) وتم تزويد وزير( الوعود) الصحة الربيعة بصورة منها.. أجزم يقينا أن كتاب الأهالي لم يعرض على الملك وبقي الوضع على ما كان عليه.. هذا الوفد لنا مآخذ عليه:
أولا: حضور نائب الوزير لحائل على هذه العجالة تؤكد جليا قمة الاستهتار والاستخفاف بالمنطقة وأهالها وكأن معاناتنا وكوارثنا الصحية هي وليدة الساعة وليست وليدة عشرات السنين والحواسي يعرفها منذ عشرات السنوات وهو جزء لا يتجزأ الحواسي منها.
ثانيا: لماذا لم يحضر الوزير بنفسه ليشاهد بعينه ويسمع بأذنه من المواطنين الذين يكتوون بنار القتل تارة وبنار الأخطاء تارة أخرى؟!!!.. مقابلة مسئولي الوزارة للمسئولين في حائل عديمة الجدوى لأنها تأخذ الطابع البروتوكول والمجاملات في الحديث والنقاش إضافة أن المسئولين في حائل يتعالجون في أرقى المستشفيات وأمورهم المالية ممتازة ( يعني ما عندهم مشكلة).
ثالثا: يذكرني قول الشاعر: كيف أشكوى إلى طبيب مابي…. والذي أصابني هو من طبيب.
كيف نرجو من وفد الصحة أو من الصحة نفسها ان تعالجنا وهي من سبب لنا المآسي والأحزان والأوجاع والأمراض؟؟ كيف نثق بالوفد وهو يعلم مسبقا ولديه الملفات العفنه عن وضع الصحة بحائل؟ هذا وفد ترزز ليقول للملك شفنا ترانا زرنا حائل على وجه السرعة بعد حلقة الشريان وأظن أنهم سوف يكتبون تقرير يهونون من عظم الكارثة..
رابعا: نقل بالتواتر أن الحواسي أعط أمس تعهد بحل معضلة الصحة بحائل.. طبعا وقفت متعجبا بل ضاحكا.. من أنت يالحواسي تعطي تعهد؟ ومن تكون وأنت مشكلة بذاتك؟ ألا تستحي( شوي) وأنت الذي (تسحب) بشتك مع وكل وزير زائر لحائل حتى لقنوك مصطلح ( التعهد)؟ قل لنا يالحواسي من هو الوزير الذي أوفى بالعهد الذي قطعه على نفسه بإصلاح الوضع المتدهور في حائل من المانع ثم الربيعة وكلها موثقة إعلاميا..
يالحواسي لتبلغ وزيرك أن أهالي حائل على درجة عالية من الوعيد والإدراك والفهم والمعرفة. أهل حائل عندهم حياء وعندهم مروءة وشهامة . أهل حائل عندهم قيم فاضلة وعندهم صبر وتحمل في حدود معينة..
يالحواسي لتبلغ وزيرك أن السيل وصل الزبى ولم نعد نتحمل وعودكم الواهية وتعهداتكم الكاذبة.. فأنتم الخصم لنا.
خامسا: شكرا وثناء وتقديرا للإعلامي المميز داود الشريان صاحب برنامج ( الثامنة) الذي حرك ماء الصحة العفن في حائل والذي ظل عشرات السنين بمنأى عن الإعلام المريء … من نتائجه توضيح أمير حائل في جلسته الإثنينة ( الإمارة لن تكون منبرا للتبرير) ومن نتائجه الذعر الذي أصاب مسئولي الوزارة الصحة وجاء الوفد على عجل لحائل.