[COLOR=red]فهد الشمري " صحيفه عين حائل "[/COLOR]
تتجلى المواقف النبيلة الإنسانية السامية في نفس أهل الشهامة والتى تندر في هذا الزمن الذي قل من يتصف بها أو يسعى اليها ، ففي موقف أنساني حدث يوم أمس بمدرسة الأمام الشاطبي بمحافظة عنيزة عندما كان المعلم / فريح الشمري يقوم بواجبه و ذلك بالمناوبة والإشراف على خروج الطلاب بعد انتهائهم من اليوم الدراسي لحين وصول أولياء أمورهم لا استلامهم أو الذهاب للبيت سيراً على الأقدام إذا كان المنزل قريب من المدرسة تفأجا المعلم أنصرف جميع الطلاب إلى منازلهم وتبقى طالب واحد فبعد مرور ساعة من موعد الانصراف حاول المعلم سؤال الطالب عن أي معلومة تساعده على الوصول إلى منزل هذا الطالب لأنه أمانه بعنقه فلم يستطع التوصل إلى أي معلومة من الطالب بل دخل بنوبة من البكاء فحاول المعلم تهدئيه الطالب .
وقام المعلم بمحاولة الاتصال بأحد إداريي المدرسة ولكن دون جدوى فقام بالاتصال على أحد المعلمين بالمدرسة وطلب منه إحضار وجبة الغداء له وللطالب والجلوس على أرصفة المدرسة , أذن المؤذن لصلاة العصر وخرج الناس من المسجد والمنظر لا يزال على صورته دون أن يصل المعلم إلى أهل هذا الطالب،وفجأة يمر حارس المدرسة من أمام المدرسة ليجد منظر المعلم وزملائه مع الطالب، ولما علم بتفاصيل القصة، سارع لفتح المدرسة والبحث عن رقم ولي أمر الطالب ليجدوه ضمن قائمة أولياء أمور الطلاب، وفعلا تم الاتصال على والد الطفل الذي لا يزال في عمله ولا يعلم أين فلذة كبده، جاعلا الهم على أقاربه الذين اعتادوا أن يأخذه إلى منزلهم كل يوم دون متابعة من والده.
أن هذا الموقف البطولي من هذا المعلم والذي يعتبر مغتربًا عن أهله ومدينته، ليعتبر تضحية ومثالاً من رجلٍ تحمل الأمانة والمسؤولية، وأنا أكتب هذه الكلمات تذكرت قول شوقي:
قم للمعلم وفّه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا