[ALIGN=CENTER]

[COLOR=red]داخل حي برزان مدينــــــــة ... ليست من مملكتنا ..!!![/COLOR]

بالماضي لم أفوت فرصة التجول في حي برزان مع والدي ( رحمة الله ) وذلك قبل أكثر من عشرين سنة ، وكان غالبية سكان حي برزان من الأثرياء والتجار ، ولا تزال بعض من بيوتهم موجودة إلى يومنا هذا .

واذكر افتتاح مسجد برزان بعد الانتهاء من بنائه او توسعته في عام 1403هـ والذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير / مقرن بن عبد العزيز أمير المنطقة سابقاً وصلى فيه صلاة الجمعة بعد افتتاحه وكان الامام فضيلة الشيخ / مسفر بن دخيل العتيبي رئيس محاكم منطقة حائل سابقاً .

وبعد مضي هذه السنوات الطويلة ، وبعد تغير الكثير من معالم هذا الحي القديم الذي يعرفه القاصي والداني ، توقفت في قلبه ذات مره ، وتجولت فيه بخطوات هادئة مبتدئاً من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه حتى توقفت عند ذلك التقاطع المعروف في وقتنا الحاضر باسم ( باب الصفاقات ) ، ثم تأملت ذلك الحي من التاريخ ، وتأملت تلك البيوت المتلاصقة ببعضها التي كانت موجودة ، وتلك الممرات الضيقة المتعرجة بأسواقها ، ورأيت في هذا الحي ( مــــدينة ) أخرى ...!!!

نعم رأيت مدينــــــة أخرى داخل ( حي برزان ) ...
ولكن هذه المدينة ليست من مملكتي
وجوههم غير تلك الوجوه التي اعرفها
ولهجتهم اغرب من التي اسمعها
أطفالهم يتدفقون بين تلك الممرات بالعشرات بدون أمهات
شبابهم كالزئبق وجدتهم بكل مكان مع تلك الممرات

أنني لا اعلم كيف وصلت هذه المدينة بمن فيها من سكان إلى حي هو من أشهر أحياء جزيرة العرب ( برزان ) فأقاموا وبسطوا سيطرتهم بالكامل حتى تحولت هذه المدينة إلى دولة يملكونها ( رضي من رضي ، وأبا من أبا ) ... ثم نظرة إلى من هم حولي في الحي وسألت ؟ فتبسموا وقالوا لا تتعب نفسك ( الطاسه ضايعه ) لان المستعمر يملك ( الكلمة ) قبل التجارة ... وقالوا :

نعلم بان الأخلاقيات تشوهت منهم
ونعلم بان كل يوم يحصل تحرش من المستعمرين للنساء
ونعلم بان الكثير من النساء تخاف ولا تتكلم عن ما حصل لها لولي امرها
ونعلم بان الجهات المعنية تريد الدليل الذي لا نعرف كيف نثبته إذا كان نوع التحرش لفظياً
ونعلم بان المسئولين مطلعين على ما نكتبه ولكن ( أذن من طين وأذن من عجين )
ونعلم بان اخر حمله امنية ببرزان اختفى الكثير من المستعمرين ، وخلال ساعات تواجدوا بمدينتهم داخل حي برزان
ونعلم كما تعلم ان الله سبحانه هو علام الغيوب

..... ولكن ليس باليد حيله ... يقولون أن ( الشيوخ أبخص ) !!!

وللجميع فائق تقديري واحترامي[/ALIGN]

[COLOR=blue]
بقلم . يوسف الزهير [/COLOR]