[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]المعلم والواقع المؤلم[/COLOR]
إذا أردت أن تقيس مدى تقدم أمة من الأمم أنظر إلى تعليمها ومكانة المعلم عندهم فإن كان مكان إجلال وتقدير فهي موعودة بالنهوض والتقدم والرقي وإن كانت عكس ذلك فهي موعودة بالفشل والإنحدار فالمعلم هو العملة الثمينة التي تتقدم بها الأمم.
فمجال المعلم ليس كغيره من المجالات فمن يرعى أبنائنا ويتابعهم مايقارب ثمانية ساعات يوميا هو أهلٌ للتقدير والإجلال والود وكفانا حكمة "إنجيلا مركل" فقد قالت للقضاة حين طالبوها بتسوية رواتبهم مع المعلمين فقالت: كيف نساوي بين الطالب والمعلم وهو ماتعمل به الدول المهتمة بتعليمها.
أما نحن فالخدمة المقدمة للمعلم لا تتجاوز سوى التهديد والوعيد وتجاهل حقوقه وهو القطاع الوحيد الذي يفقد الخدمة الصحية لكادره اليائس فيمرض ويهرم ويضرب وتتلف ممتلكاته على أيدي من يعلمهم أو يقتل وربما وهو في ميعة شبابه!
والهاجس المتجدد للمعلمين اليوم هو حمايتهم من تلاميذهم لمنعهم فقط من قتل معلميهم!وعلى المعلمين بدأً من حادثة مقتل معلم على يد طالبه في ميدان عمله وفي تأدية واجبه أن يتقبلوا من طلابهم الركل والرفس بصدر رحب فهو أحسن لهم من خنجر طائش أو سكين غادرة...
ومع ذلك لاتعير الوزارة هذه الحوادث أي إهتمام إلى متى هذا الوضع السئ لانعلم؟
كانت ومازالت وزارة التربية والتعليم الموقرة تنتهج سياسة لم تزل تاخذ وتعمل على وتر المعلم حتى اردته قتيلا وأجاد من رثى زميله المقتول بقوله:
قم للمعلم (واشحذ السكينا)
صـار المعـلـمُ بيننا مسكـينا
أرأيتَ أهونَ من معلم صبيةٍ
جعلتْه أنظمة الضياع رهينا
...
للاسف الوزارة جعلت الطالب في بروج محصنة وكتبت بجانبه ممنوع اللمس أما المعلمون فقد قطعت أجنحتهم حتى هوت بهم في وادٍ سحيق فحملت جهدها وجعلت شغلها الشاغل الطالب بأنظمتها التي حولته إلى متمرد على معلمه فليس هناك عقاب رادع يمنعه مما تسول له نفسه بل كل الأنظمه له فمن أمِن العقوبة ساء الأدب...فمالت بحيف على جانب المعلم الذي سلبته حقوقه كاملة وجعلته مكان سخرية الطالب والمجتمع بأسره... كيف جعل هذا التصور لمن يعلم ويربي وصاحب الرسالة الإنسانية النبيلة وكيف يتقبل الطالب ممن هو محل سخرية المجتمع.
إن المعلم يعيش كوابيس حياتية مريرة لا حصر لها فكيف ينتج ويبدع من يعيش عدم الرضى عن وزارته وهل سألت الوزارة يوماً عن رضى كوادرها؟ وهل وفرت لهم ما يحلمون به ويطمحون إليه؟ من تأمين طبي وغيره من احتياجاتهم اليومية هل كان هناك اهتمام بمعاقل التربية عموماً وهل هناك نظر بعين العصر لنصاب المعلمين الذي اغبر والمجمد من عقود فقد تغير أسلوب الحياة وكثر أبناء الوطن الخريجون والخريجات العاطلون وهرِم أغلب معلمي الوزارة ولم يفتح باب التقاعد المبكر لهم وهل كان هناك تفكير لدى الوزارة لفض التكدس الطلابي داخل الفصول المدرسية التي تغص بالطلاب لما له من أثر سلبي على العملية التعليمية.
ناهيك عن كيفية اختيار مدير المدرسة لما له دور في تسيير العملية التعليمية أو إعاقتها وكيف يكون مديراً ناجحاً فالإدارة ليست بالاقدمية ولا بالحمية فهي تحتاج إلى من ينجح في العدل والمساوات بين كادره وعدم الشخصنة والمجاملة لفئة على حساب فئة وحصر المهام لفريق دون البقية والتحامل على جهة دون الأخرى بل بكسب رضى الجميع ومودتهم ليخلق جو من الأخوة والإرتياح لطاقمه بخلقه لا بسلطته التي يباهي بها بـ استطيع واستطيع من وهم أنه في عصر الجاهلية التي جعلته يسخر الأنظمة لخدمة رفاقه وخاصته فهم المرضي عنهم وغيرهم من المغضوب عليهم...لم تكن تلك إحصاء لهواجس المعلمين عموماً وإنما هي غيض من فيض لكن الأهم من ذلك هو وجود أذآن صاغية تسمع وتلبي.[/ALIGN]
[COLOR=blue]نايف بن سعد الدابسي
( صحيفة عين حائل الإخبارية ) خـاص[/COLOR]